هل صادفت حالة حيث ينظر إليك شخص يحمل سيجارة عادية أثناء تبخيرك للسجائر الإلكترونية ويقول: "لا يجب عليك، إنها أكثر ضررًا من السيجارة، إنها تسبب سوائل في الرئتين!". 

لست الوحيد، فقد حدث هذا تقريبًا لكل مدخن إلكتروني وهذا خرافة شائعة جدًا بين الجمهور. 

هل السجائر الإلكترونية ضارة حقًا؟

قبل أن نجيب على السؤال دعونا نفهم كيف نشأت هذه الخرافة.

في عام 2018 نُشرت مقالة في الولايات المتحدة وصفت حالة نادلة من بنسلفانيا تم تشخيصها بسوائل في الرئتين. وفقًا للمقالة، بعد حوالي ثلاثة أسابيع من استخدام السجائر الإلكترونية بدأت تعاني من وخز في الصدر، صعوبات في التنفس وسعال شديد.

بعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة في المستشفى، تم تشخيصها بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة. قرر الأطباء أن هذه رد فعل تحسسي لـغبار عضوي.

منذ تلك اللحظة بدأت بعض وسائل الإعلام في نشر أشياء مشكوك فيها جدًا تتهم التبخير بمرض الفتاة دون أدنى دليل.

هكذا نشأت الخرافة حول السوائل في الرئتين الناتجة عن التبخير.

في سائل التبخير يوجد بالفعل مادة قد تكون مسببة للحساسية في حالات نادرة، لكنها ليست غبارًا عضويًا. المادة تسمى بروبيلين جليكول وعادة لا ترتبط برد فعل تحسسي حاد كهذا.

عادة ما تظهر حساسية بروبيلين جليكول بألم في الحلق، طفح جلدي، جفاف في الفم والجلد.

ومع ذلك، من يعاني من حساسية لبروبيلين جليكول يكون على علم بذلك لأن المادة موجودة في ألوان الطعام، في إضافات النكهة والرائحة وكذلك يضاف بروبيلين جليكول إلى الأدوية، منتجات التجميل، معاجين الأسنان، الشامبو ومنتجات العناية الأخرى.

هل يمكن أن يسبب تبخير السجائر الإلكترونية تراكم سوائل في الرئتين؟

الإجابة هي لا! بخار السجائر الإلكترونية لا يمكن أن يتجمع في الرئتين كسائل. إذا كان للبخار هذه الخصائص فهو يجفف، وهذا أحد الأسباب التي تجعل الفم يشعر بالجفاف أحيانًا بعد التبخير.

أيضًا، لو كان يتجمع سائل في رئتينا بسبب استنشاق أي بخار، فإن زيارة الساونا أو حتى الطقس الرطب جدًا كان سيسبب ضررًا لرئتينا.

المواد الموجودة في سائل السجائر الإلكترونية تتكون أساسًا من بروبيلين جليكول وجلسرين نباتي، وهما مادتان معروفتان بأمانهما عند الاستنشاق وتمت دراستهما علميًا لاستخدامات تمتد لسنوات.

مصطلح "سائل الرئة" هو تعبير مخيف يهدف فقط إلى إبعاد الناس عن التبخير.