تغيرت التصورات الاجتماعية المتعلقة بالتدخين كثيرًا خلال العقود القليلة الماضية. حتى قبل حوالي 30 عامًا، كان التدخين يُعتبر أمرًا طبيعيًا وكان يمكن التدخين في أي مكان تقريبًا، ولم يكن أحد يقلق من الضرر السلبي، وكانت هناك إعلانات تروّج لمنتجات التدخين كأسلوب حياة. بعد إجراء عدد كبير من الدراسات حول الموضوع واكتشاف الأضرار المحتملة للتدخين والتدخين السلبي، تم تقييد الأماكن التي يُسمح فيها بالتدخين في الأماكن العامة بشكل كبير. تم اختراع السيجارة الإلكترونية لتكون بديلاً أقل ضررًا للمدخنين. نظرًا لعدم حدوث عملية احتراق عند استخدام السيجارة الإلكترونية، فإن معظم الأضرار الناتجة عن احتراق التبغ غير موجودة. هل هناك ضرر سلبي ناتج عن استخدام السيجارة الإلكترونية على من حولنا؟ عندما نزفر بخار السيجارة الإلكترونية، يبقى في الهواء لفترة معينة ويشبه الدخان كثيرًا. نظرًا لأنه لا يتبخر فورًا، يمكن للأشخاص بجانبنا استنشاقه. الفرق الجوهري هنا هو أن دخان السيجارة هو ناتج احتراق. عندما يحدث احتراق لأي مادة، تتكون نواتج ثانوية سامة وضارة. على العكس، عندما نستخدم السيجارة الإلكترونية، نحن نسخن السائل ولا نحترقه، فيتحول إلى بخار وليس دخان. في الاستخدام السليم والمعقول للسيجارة الإلكترونية، لا يصل أي مكون إلى الاحتراق ولا تحدث عملية احتراق. فرق جوهري آخر، عندما نمسك بسيجارة مشتعلة، فإنها تستمر في الاحتراق طوال الوقت، وبالتالي تُطلق نواتج الاحتراق طوال فترة اشتعال السيجارة - مما يساهم في حدوث ضرر سلبي. عندما نمسك بسيجارة إلكترونية، فهي لا تحترق ولا تطلق أي شيء، فقط عند الشهيق منها يتكون البخار الذي يتدفق مباشرة إلى الرئتين. نظرًا لأن نواتج السيجارة الإلكترونية تُستنشق بالكامل إلى الرئتين، فإن معظم المواد الموجودة فيها تمتص في الجسم قبل أن تخرج إلى البيئة. في الأبخرة التي تُطلق عند الزفير توجد كميات ضئيلة جدًا من النيكوتين، لكن الكمية منخفضة إلى درجة مهملة، ولذلك يتفق معظم الخبراء على أن التبخير السلبي لا يشكل خطرًا. أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أن حوالي 95% من النيكوتين يمتصه جسمنا، والكميات التي تُطلق ضئيلة جدًا بحيث لا يمكن امتصاص كمية كافية لإحداث أي ضرر. نشرت وزارة الصحة البريطانية تقريرًا من حوالي 260 صفحة تناول مسألة الضرر السلبي، وخلص التقرير إلى أنه لم تُحدد حاليًا مخاطر صحية ناتجة عن التبخير السلبي. رغم كل ما قيل هنا، هذا لا يعني أنه من الجيد التبخير في أي مكان نريد. معظم الناس من حولنا غير مدركين للموضوع، وقد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه مواد معينة موجودة فيسائل التبخير، كما قد يكون الأمر مزعجًا ببساطة للأشخاص من حولنا. لذلك يجب دائمًا مراعاة من حولنا والتبخير فقط عندما لا نزعجهم.